موسم الحصاد (قصة مشوقة)

انه موسم الحصاد حيث يقسم الفلاحون و أسرهم على الأراضى فى استراليا

و لقد وزعت أسرة الفلاح جرينجر للعمل فى أرض السيد كيفين مالكوم و يعرف أنه

رجل أعمال ناجح و هو أحد أغنياء استراليا و لكن تشاء الأقدار أن تهب أعظم رياح

شهدتها استراليا و تذهب الرياح و لا تترك الا الدمار و الخراب فتتحول الأرض

الخضراء الى صحراء جرداء و لا يملك الفلاحون خيارا الا الهجرة للسعى و البحث

عن أى مصدر رزق وتنتقل عائلة جرينجر الى باريس بلد الأناقة العالمية و قد كانت

السيدة جرينجر حاصلة على شهادة اجادة الخياطة فقامت بالعمل فى احدى المصانع

و بالأجر الذى تناله لقاء عملها قامت بمساعدة زوجها السيد جرينجر الذى حصل

بدوره على عمل فى احدى المصانع كعامل على احدى الماكينات و هكذا استطاعت

عائلة جرينجر التعايش مع البيئة و الظروف الجديدة و قد كان ابنهما طونى البالغ

من العمر الثامنة عشر يمتلك بعض الموهبة فى الرسم و العزف على بعض الالات

الموسيقية فصار يبرز مواهبه على أرصفة باريس و يمتع المارة بعزفه و يبهرهم

بموهبته فى الرسم و مع مرور الوقت زاد اعجاب الناس به زادت النقود التى يحصل

عليها و ظلت الأسرة على هذا الحال لفترة ليست بطويلة فلقد استطاعوا تجميع مبلغ

كبير و قد قام السيد جرينجر بانشاء ورشة صغيرة و ظل يعمل فيها بالاضافة لعمله

بالمصنع و مع مرور عدة أشهر صارت ورشة السيد جرينجر من أشهر الورش

بباريس و ذاع صيته و مع مرور الوقت استطاع جرينجر أن يحقق ما يمكن أن

نسميه ثروة صغيرة و استطاع شراء منزل أخر أكبر بقليل من منزل ذى قبل و أقبل

لشراء قطعة أرض صغيرة و بنى عليها مصنع للأقمشة و كانت السيدة جرينجر هى

المسؤلة عن ادارته بينما تفرغ السيد جرينجر للعمل فى الورشة بعد أن ترك عمله فى

المصنع و استطاع طونى بفضل مهارته أن ينشأ متجر لبيع الالات الموسيقية و هنا

تعود هذه الأسرة للذكريات الماضية عندما يتذكرون كيفين مالكوم الذى خسر الكثير

و الكثير بعد العاصفة الشديدة التى أطاحت بكل أحلامه وأماله فقرر تعويض الخسارة

بسلوك الطرق غير المشروعة فلقد مارس القمار ولكن تراكمت عليه الديون فهرب

خوفا من المصير الذى كان ينتظره و ذهب الى اليونان و لكن أعداءه لم يتركوه و

ظلوا يلاحقوه الى ان تمكنوا منه و قاموا بقتله و كانت هذه هى النهاية المريرة له

و صارت أسرة جرينجر من تعداد الأغنياء فى باريس و لقد تزوج طونى من فتاة

اسمها اليزابيت جورج ابنة رجل الأعمال الكبير و المعرف فى باريس جورج داوسن

و الذى بدوره قام بالتحالف مع السيد جرينجر و أنشؤا شركة كبيرة فى باريس

لتصدير الماكينات الى البلاد العالمية الأخرى و قد أنجبت اليزابيت فتاة اسما سارة

و عاشت هذه الأسرة بقية حياتها فى هناء و سلام و مودة بعد أن ثبتت أقدامها على

أعلى درجات المجد و السمو و النجاح